سارة .. والمتنبي وسور الصين العظيم ..!!

” الساخر كوم ”

سمعتُ أبي عن جَدِّه: إن للربى….عيوناً بأغوار الحنايا وأفواها

أحياناً تراودني عن نفسي رغبات شريرة !!
عندما كنت صغيراً لم تكن لي أحلام مثل أحلام ” خلق الله ” !!

عندما كان يسألنا الكبار ذلك السؤال الأبله ـ الذي نسأله نحن الآن للأطفال ـ وهو : ماذا ستصبح عندما تكبر ؟ !
كنت تشعر وأنت تستمع للإجابات انك تجلس في مجلس الوزراء !!
ولأني كنت متميزاً منذ صغري ـ حفظني الله ورعاني ـ فقد نقل لي بعض الرواة من أهلي أني كنت أقول مجيباً : أنا أريد أن أكون أكبر “داشر” في العالم !!
ورغم أني لم أكن أعلم ماهو العالم لكن يبدو أني كنت أعتقد أنه شيء كبير !
ويبدو أيضاً أني كنت أكثر من غيري معرفة بمواهبي وقدراتي :p

ربما لم أوفق لكي أصبح ” عالمياً ” وقد يعود ذلك لأنني أعيش في دولة من دول العالم الثالث التي لا تعطي الموهوبين حقهم من الرعاية والاهتمام !
لكنني مع ذلك استطعت أن أحقق نجاحات ممتازة على المستوى المحلي !!

ورغم أن سنين الإبداع في الدشرة قد ولّت إلا أني أفتقد أحيانا لبعض أحلامي في تلك المرحلة ..!!

كنت أحلم مثلاً أن أسافر الصين لكي أكتب على سور الصين (( يزال من قبل البلدية )) .. !!
ثم أعود في نفس اليوم ، وأسافر إلى إيطاليا وأكتب نفس العبارة على برج بيزا !!
وهذا الأخير يثبت أن دول أوربا متخلفة أكثر من دولنا !!
لو كان هذا البرج لدينا لما تركناه مائلاً .. كنا سنهدمه ونبني مكانه برجاً ونسميه برج خادم الحرمين الشريفين المعتدل !!!

=======

لَكِ يا مَنازِلُ في القُلوبِ مَنازِلُ !!

تخيلت أن المتنبي قد عاد وبعث من قبره !
ولأني صديقه ـ كما يدّعي ـ فبكل تأكيد فإن أول ما سيخطر في باله هو زيارتي !!
حين خطر لي هذا الخاطر فرحت وبدأت أتخيل أحاديث كثيرة وأسئلة كثيرة كنت سأسله إياها !!
لكني تراجعت بسرعة وطردت هذا الهاجس الغبي ..
لأن الواقع يقول أن المتنبي لو عاد وقصدني فإنه سيكون عالة عليّ أو يموت جوعاً ..!!
لن نجد له وظيفة أو عمل يعمله ليصرف منه على نفسه وأكتفي أنا منه بالشعر وحديث الشعر !!
ستطردنا كل الدوائر الحكومية والجامعات ولن ترضى به لأن مؤهلاته ليست مناسبة لشغل أي وظيفه !!
ربما حتى لن نجد له وظيفة فراش أو حارس في مدرسة لأنه لا يحمل أية شهادة !!
في حين أن أغلب أساتذة الوطن العربي قد ” تدكتروا ” على حسابه !!
ولو قال لي حينها :
أَنا تِربُ النّـدى ورَب القَوافي …… وَسِـمام العِدى وغَيـظ الحسـودِ
أنـا في أُمـة تدارَكهـا اللـه ……. غـريبٌ كَصالِح فــي ثَمــود

فإني قد ” أرقعه ” بأقرب طفاية على جبهتة البهية وأطلب منه العودة على ” أقرب رحلة ” إلى حيث كان لأنه لا يناسب زماننا ” الورقي !!!

=======

ولو لبس الحمارُ ثياب خز …. لقال الناس يالك من حمار !

رمــاد عادت به ساره ..وهـو كما ” قد” يعلم البعض عنوان لقصة للكاتب والأديب الدكتور محممد الحضيف !
هذه القصة نشرت في كل مكان خلال الأسبوع الماضي لدرجة تخيلت معها أني سأجدها مكتوبة على جدار منزلنا !!!
ونشرت في بعض المنتديات أكثر من مرّة ـ ومنها الساخر ـ ولعل في هذا دليل على أننا لا نقرأ !!
لن أتحدث عن القصة من ناحية نقدية أدبية رغم أنها تغري بذلك فهذه القصة بالذات من الواضح أن الكاتب بدأ في كتابتها من النهاية حتى وصل للسطر الأول !

ولكن ما أود الإشارة إليه هو أن ” سارة الحضيف ” تطرح في جزء منها نفس الطرح الذي قدمه ” طاش ما طاش ” في حلقة المحرم !
وهي أن المرأة تعاني في حالة عدم وجود الرجل من كثير من المضايقات الفجة !

الإختلاف فقط في أن ما قدمه طاش اعتمد على المبالغة الزائدة لإيصال هذه الفكرة ..
بينما في ” رمـاد الحضيف ” كان الإعتماد على بعض التلميحات الجنسية التي لو قدر لها أن تكون في حلقة ” طـاش ” لوصل الدم إلى الركب :p !!

ومـع ذلك كانت الآراء حول الطرحين على طرفي نقيض .. قصة الدكتور الحضيف كانت أغلب الآراء حولها تنصب على الإشادة بالقصة وكاتبها وأنه كاتب يتلمس هموم مجتمعة .. الخ
وكلنا يعرف كيف كانت الآراء حول حلقة ” طاش ” !
وأرجو ألا يقول قائل أن وجود العنصر النسائي هو السبب في انتقاد “طاش ” لأن هـذا العنصر موجود في كل حلقات هذا المسلسل الأخرى وفي غيره من المسلسلات .. لكن الجدل ـ أو أغلبه ـ كان حول حلقة المحرم !!

أنا هنـا أحاول إيصال وجهة نظري في طريقتنا في معالجة الأمور ونقدهـا وهذا لا يعني أني بالضرورة متعاطف مع أي من الطرحين .. وبالمناسبة فأنا بالفعل لست كذلك ، ولكني أوردت هذه المقارنة كمثال فقط !

سهيل اليماني

Archived By: Crazy SEO .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مقهى التجلي ( 17 ) / توبة مثقف !

مقهى التجلي (16) / صفحة من صمت !