كـرّ خضير ... !!!
” الساخر كوم ”
وها نحن لازلنا هنا ..
يأخذنا الفرح على حين غرّة من أحزاننا ..
فتسرقنا الدهشة .. ولا نتبين ملامحه قبل ان يغادر !
وكان وكنت وكانوا ..
والتائهون ” هناك ” ينتعلون خطانا التي نسينا أن نمشيها ..
ويلبسون وجوهاً لا تشبهنا ، ويخلعونها عند أول منعطف للفرح !
قال لي وهو يهمّ بالرحيل ..
أنا ” مهموم ” فقط !!
قلت له الأمراض يا صاحبي لها أعراض متشابهه ..
وكذلك المشاعر ..
أعراض الحب تشبه أعراض الحزن ..
قال أنا حزين فيما يبدو !!
فتبسمت لأني كنت أخشى عليه مما هو أخطر من الحزن !!
.
.
كرّ خضير !!
والكرّ في لغة قوم ما هو ” البئر الصغيرة ” ، وخضير اسم مخلوق بشري !!
يقولون أن خضيراً هذا كان ” عبداً ” عند عبيد آخرين خدمتهم الظروف في يوم ما فلم يكونوا كـ” خضير ” العبد !!
وكان لهم مزرعة كبيرة يتوسطها الـ” كـرّ ” السالف الذكر ..
كانوا في كل سنة يحرثون ويزرعون ثم يحصدون ويجمعون المحصول .. كانت هذه مهمة خضير مع تيسرّ من ثيران !
في لحظة ما .. قرر خضير أن يسأل سؤالاً بالأصالة عن نفسه وبالنيابة عن زملائة الثيران !!
هي لحظة جنون ..
والجنون ليس سوى لغة العقل ” الرسمية ” !!
سأل خضير : ما العمل الذي سنقوم به هذه السنة ؟
قالوا : ستحرث وتزرع ثم تحصد وتجمع المحصول !
قال : وفي السنة القادمة ؟
قالوا : ستحرث وتزرع ثم تحصد وتجمع المحصول !
قال : وفي التي تليها ؟
قالوا : ستحرث وتزرع ثم تحصد وتجمع المحصول !
قال : وفي التي تليها ؟
قالوا : ستحرث وتزرع ثم تحصد وتجمع المحصول !
لم يكرر السؤال أكثر من ذلك !!
قرر أن يكتفي بالعدد الذي جمعة من ” نسخ ” السنين !!
واتجه مباشرة إلى الكّر ..
تاركاً وراءه النسخة الأخيرة لمن سيأتي مكانه ويكررها مع زملائه !!
بقي أن أشير إلأى أن زملاء الراحل أطلقوا على هذه البئر التي أنتحر فيها اسم : ” كـّر خضير ” !!
وماتت الثيران من بعده دون أن يطلق اسمها على أي شيء !!
أحتاج إلى القدرة على اتخاذ القرار كما فعل !!
حين تشرق الشمس آخذ نسختي من يوم جديد ، لأكتشف أنها مكرره !!
أتصفح هذا اليوم إلى آخر قطرة من ” نوره ” باحثاً عن سطر جديد !!
ويأتي المساء لأكتشف أني كنت أقراء ” أمس ” !!
بعد البدء :
تعال جرب مرارة الأشياء..
وما يسمى ـ اصطلاحاً ـ بالحياة ..
ثم خذني إلى هناك ..
فلم يعد لي ” هنا ”
وحين يهمّون بالرحيل ـ مثلي ـ ..
أخبرهم أنّي لم أعد أنا !
.
.
والساهرات يندبن نجوما لم تظهر تلك الليلة ..
خذهن إلى حيت لا أكون ..
وقل .. كان هنا ..
يقتات بعض ألم ..
وينشد للمارّة قصائد الغياب ..
ويقص عليهم مالا يعلمون !!
ويغني لليل الذي لم يأت ..
قل لهن : .. رحل كي يبحث عن ليل ..
عن قصة يرويها .. حين لا يعود
.
.
والعابثون بقبري حين أتركه …
أخبرهم حين يأتون لقتلي ..
أني غادرت هذا القبر منذ زمن .. ولن أعود ..
أخبرهم أني “خرجت” من بوابة التاريخ الواسعة ..
فليدخلوا هم ..
ولينبشوا قبر من يشاؤون ..
وليختاروا لكل عاشق مشنقة من ورد ..
ليموت من جديد
أما أنا فقد اكتفيت بالموت مرّة واحده
فلينبشوا قبر من يشاؤون ..
وليكتبوا على جدران التاريخ ما يحلوا لهم .. ومالا يحلو
فقد خرجت ولن أعود ..
حين أغادر قبري أصبح حاضراً ..
وينام التاريخ على وسادة في قبري .. ولا أعود
Archived By: Crazy SEO .
تعليقات
إرسال تعليق