بشرى سارّة لكافة المدمنين والحشاشين !!

” الساخر كوم ”

… ثم لعل الله قد استجاب لدعاء المدمنين والمدمنات ، فسهل لهم جلّت قدرته ما أرادوه في دنياهم …
فبعد فترة طويلة من القحط … وندرة توفر مصادر الروقان والتحشيش ، شهدت أسواق المخدرات والحشيش انخفاضاً ملحوظاً فقد وصل سعر كيلو الحشيش الى ادنى مستوى له منذ ست سنوات عند اغلاق الاسواق أمس ، ويعزو المراقبون ذلك الى أن الله قيظ للحشاشين في العالم قوم يحبونهم كما يحبون أنفسهم …
فتمكنوا من ابعاد القوة الباغية ” والتي تسمى طالبان ” عن الحكم في أفغانستان ، وهي ـ أي افغانستان ـ كما نعلم المصدر الأول للحشيش والأفيون في العالم !
ونحن نعلم أيضاً أن من ضمن أحكام طالبان التعسفية ـ وهي كثيرة ـ منع زراعة الأفيون وتجارة المخدرات … وفي هذا كما نرى خرق واضح وفاضح لحقوق الإنسان المحشش ، تقف ضده كل الأعراف والشرائع الدولية ، وتستهجنه كافة المنظمات الحقوقيه في العالم الجديد جداً !!
وقد تمكنت ـ المعلمة الكبيره ـ أمريكا من أن تستبدل طالبان بحكام هم في الأصل مهربين ومحششين ( وفي رواية حشّاشين ).. ولها في ذلك حكمة ، وهي أن تكون هذه الحكومة الجديدة بكل ما أوتيت من خبرة في مجال التحشيش على علم بكل ما يحتاجه السوق .. وحتى تتمكن من اتباع احدث آليات التهريب حتى يتم تصريف بضائعهم بشكل يليق بسمعتهم كمصّدر رئيسي !!

ولكن ما يثير استغراب الكثير من السذج ـ أمثالي ـ هو أن أمريكا أو المعلمة الكبيره كما يطلق عليها بين الحشاشين ، كانت في زمن قريب تتخذ من محاربة المخدرات شعاراً لها !! وقد قاموا في سبيل ذلك بدخول بنما واعتقال رئيسها ” نورييقا ” واقتياده الى أمريكا ومحاكمته وسجنه بتهمة تجارة المخدرات !!!!

فما الذي قلب الموازين وما الذي تغيّر ؟

ثم عرفت فيما عرفت .. أن المخدرات أنواع وأن ما كان يتاجر به حاكم بنما لم يكن سوى صنف رديء ، وأن الحملة على بنما لم تكن ضد تجارة المخدرات ، وإنما كانت ضد الغش التجاري ومخالفة المواصفات والمقاييس الأمريكية في صناعة وتهريب الحشيش وتوابعه !!

سهيل اليماني

Archived By: Crazy SEO .

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مقهى التجلي ( 17 ) / توبة مثقف !

” الساخر كوم ” ،،، فقدت صوتي قبل عدة أسابيع ، لم أكن خلالها أستطيع الكلام إلا بصعوبة بالغة ، كان الكلام ” فعلاً ” شاقاً وعسيراً ، وهذا أمر أصعب ما يكون على ثرثار مثلي يمتهن الكلام . أنا أتكلم كثيراً فيما يعنيني وفيما لا يعنيني .. في أحيان قليلة أفكّر في الكلام الذي أسرفت فيه طيلة يومي فأجد ما يخصني منه لا يكاد ” يُقال ” .. لا أتمنى أن يعود صوتي بقدر ما أتمنى أني لم أكن ثرثاراً ، أتمنى أني لم أكن كذلك لكي يسهل عليّ التعايش مع وضعي الجديد .. في اليومين الأخيرين بدأت أتكلم بطريقة أسهل ولكن الرغبة في الكلام باتت أقل .. ! في هذه الفترة شاهدت فلم ” قناع الغواص والفراشة ” أو بالفرنسية : Le Scaphandre et le Papillon وهذه مناسبة سعيدة أن أكتب جملة بالفرنسية في موضوع .. مع أني لا أعلم هل الجملة هي أسم الفلم فعلاً أم أنها شتيمة قاسية ، لكني وجدتها هكذا في ويكيبيديا وعليهم وزرها ووزر خداعي إن كانت لا تعني اسم الفلم ! أثّر فيّ هذا الفلم بطريقة لم تفعلها كل الخطب والمحاضرات وأشرطة التسجيلات الإسلامية سواء تلك التي أشتريتها أوتلك التي وضعها على زجاج سي...
قراءة المزيد

مقهى التجلي (16) / صفحة من صمت !

” الساخر كوم ” ،،، مقدمة : “ ” إنتهى ثم أما بعد : الصمت ليس إلا كلام لم يقله أحد .. أبحث عن صمت خام لم يتحول إلى كلام يوماً ما .. ربما أي صمت سيفي بالغرض ، حتى لو كان صمتاً مستعملاً ! . . نمارس الحياة لأنها أقل كلفة من الموت ، ونحن مولعون في الغالب بالبحث عن الأشياء الرخيصة ، صحيح أنها ليست اختياراً بالمعنى الدقيق ، ولكنها شيء متاح ، وأصعب ما في الحياة أن الأحياء مضطرون أن يعيشوها .. كنت مع أحد الأصدقاء وسألني لماذا لا أتكلم كثيراً ، وشعرت برغبة في التنظير والكلام عن الصمت وعن أنه كلام لا يسمعه أحد ولا يعني الصمت عدم وجود الكلمات .. الخ ولكني خفت أن يسألني ماهو ذلك الكلام الذي لم أقله ، أن أقرأ له صمتي ! وقراءة الصمت تعني ذبحه من الوريد للوريد ، أن يصبح شيئاً غير موجود ، من الصعب أن يكون الصمت هو أفضل ما نحتفظ به ثم نقدمه قرباناً على عتبة ثرثرة حمقاء ! قلت له أن الوحدة أفضل من وجودي مع شخص واحد فقط ، اشعر أني في هذه الحالة مضطر لأن أكون شخصاً مؤدباً أنتقي عبارات جميلة حين أتكلم ، وما هو أسوأ من ذلك أني سأكون مجبراً على الكلام .. حين يسأل ...
قراءة المزيد