البحر ... والجاذبية ... تنفس الإختلاف ( قصة حقيقية )!!

” الساخر كوم ”

بسم الله

كانا صديقين …. حتى قبل أن يلتقيا !
يجمعهما الإختلاف !!
يختلفان في كل شيء ..
أحدهما يحب البحر… يرى فيه عينا حبيبته التي لم يعرفها بعد !
والآخر يراه …. بركة ماء مالح كبيرة !!!
.
.
في احد المسآت … ذهب البحر إليهما ….!!
فجلسا … يتأملانه … بعينين مختلفتين !
ويتحاوران في صمت خرافي ! …..
وكان عاشق البحر يسترق النظرات الى وجه صاحبه .. ليرى إن كان يحمل شيئا من ملامح البحر … فلعله يجد سبباً لحبه لصديقه … وكره صديقه للبحر !!
ثم سأله … مدمراً سكون البحر … وصمت الحوار :
– ألم يحن الوقت لنرحل ؟
– إلى أين ؟
– حسبتك مللت النظر لوجه البحر !
– مشكلتي مع البحر أنه ليس له ملامح حتى أمل منها أو أشتاق إليها !! ولكني أجد صعوبة في النهوض … فالأرض تشدني إليها !
……. يبتسم صديقه ويقول وكأنه تذكر شيئاً قديماً :
– اخيراً … أعترفت بجاذبية الأرض ؟
– لم أنكرها يوماً حتى أعترف بها الآن … فأنا مؤمن بأن الأرض تحب أبنائها … وتشدهم إليها … في الوقت الذي يحلمون فيه بالتحليق بعيداً عنها ! الجاذبية ليست مجرد نظرية علمية بالنسبة لي انها علاقة لها روح .. فيها حب … وعقوق !
– ربما لا يكون عقوقاً … ولكن هؤلاء الأبناء ربما يخافون من الإقتراب كثيراً من الأرض !
– تعني أنهم يخافون من احتضان الأرض لهم … يخافون لأنهم يحبون أن يتأملوا وجه الأرض ..ويكرهون العودة الى رحمها من جديد ؟!
– ليتني لم أكن أعني ذلك !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
– الهذا السبب تحب البحر ؟ أعني أن من يحبه لا ينتهي به الأمر بالعودة الى رحمه ؟
– ربما
– ولكن البحر أناني مع أبنائه … اذا تركوه .. يعجزون عن الحياة !
– يبدو أنك لا تفهم البحر … البحر أرض وسماء !!
– كأنك تريد القول بأن الأرض هي قاع السماء ؟!!!!!!!
– لو لم أكن أتنفس الإختلاف معك …. لقلت نعــــــم !!!!!!
– ولماذا تتنفس الإختلاف معي أصلاً ؟؟
– إذا كان صديقي يشبهني … فلماذا أبحث عنه …. فأنا موجود !!!!!!!!

………….. لم ينتهي حوارهما … ونسيا الرحيل .. ولكن البحر رحل عنهما …. ولا زالا … جالسين … يختلفان …!! وتزيد حاجة كل منهما لتنفس الآخر !!!!

……
ملاحظة : كانا بلا اسماء

سهيل اليماني

Archived By: Crazy SEO .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مقهى التجلي ( 17 ) / توبة مثقف !

مقهى التجلي (16) / صفحة من صمت !