الزملاء 'المنتداويون'

” الساخر كوم ”

مقال نشر في جريدة الرياض حول فكرة النشر في المنتديات بالاسماء الصريحة .. اعجبني المقال فاحببت نقله اليكم رغم تحفظي على بعض ما جاء فيه وخاصة فيما يتعلق بوضع المنتديات كلها في قالب واحد ووجود اسم ” ايلاف ” مع البيعة !

ــــــــــــــــــــــــــــــــ
جريدة الرياض
باتجاه الابيض
سعد الدوسري

التاريخ: 3/24/2002 م

لا أكف أبداً عن الإشارة لكتّاب المنتديات، فأنا أقف إحتراماً لهم، وربما أكون الكاتب الوحيد الذي نقل طروحات بعض المميزين منهم، من الصفوف الخلفية للمنتديات، إلى واجهة الصحافة. وحين أقول الصفوف الخلفية، فإنني لا أقلل من شأن المنتديات، بل لأن البعض لا يزال حتى اليوم، يجهل أهمية الطرح “المنتداوي”، في مقابل الطرح الصحافي. وما صار له شيء من الوقت لمتابعة بعض المنتديات في الآونة الأخيرة، حيث الكل متوتر ومتحفز، سيجد أن الطروحات المنتداوية، تفوقت على الطروحات الصحفية (التي قفزت بهامشها الرقابي إلى موقع متميز)، في نقاش القضايا السائدة الساخنة. سيقول أحدكم، أن ثمة رقابة على الصحافة، مهما كان، ولا رقابة على المنتديات، أقول: هذا الكلام غير صحيح، فهناك رقابة داخل المنتديات، من قبل المشرفين، وهناك رقابة عليها من الخارج، فإن تجاوزت كثيراً، فإن مصيرها الحجب، من قوى الحجب الحجرية.
أكثر ما يكدرني من المنتديات، هو أن كتّابها رمزيون. أسماؤهم، للأسف، مستعارة دوماً. وأنا لا أعرف لماذا يختار هؤلاء الكتاب والكاتبات هذا القدر لهم، طالما أن ما يطرحونه يتميز بالجدية والانتماء والشفافية والالتزام الديني والاجتماعي؟؟!! أنا أقبل بالاسم المستعار، إذا كانت القضية المطروحة لا تليق بالشخص، أو تقلل من شأنه. لكن إذا كنت تكتب مدافعاً عن الوطن والحق والعدل، فلماذا تتخفّى وراء اسم مستعار؟؟!! هذا الكلام أوجهه للكثير من الأسماء المهمة، والتي أثبتت، كما أشرت من قبل، أنها أفضل بكثير من كتّاب مكرّسين في صحافتنا المحلية. أقول: لقد آن الآوان للمشاركة الفعلية في الحوار الحقيقي الصريح، وبالأسماء الصريحة، فالأسماء المستعارة، لن تكرس سوى الحوار المستعار. لقد استنفذت الأسماء المستعارة أهدافها. لقد قامت بدورها الرائد، في خلق مساحات مضيئة للحوار الوطني الجاد، وفي تأسيس مساحات وساحات للرأي والرأي الآخر، وحان الوقت لنقف بأسمائنا وهوياتنا، ونشارك الأسماء والهويات الأخرى، في نقدهم لكل ما يستحق النقد، وبذلك يزداد عدد الواضحين، لا كمّاً، بل كيفاً. وبدل أن يكون لدينا عشرات الأسماء المضيئة، سيكون لدينا المئات، وما أحوجنا لذلك اليوم، أكثر من أي وقت مضى.
إنني كمتابع لمنتديات الحوار في العالم العربي، أجد أن منتدياتنا هي الأكثر، وهي الأسخن، وهي الأكثر جدية. لدينا من الطرح الوطني الجاد، ما هو أغزر من أي بلد آخر. صحيح أننا بلد تتوجه إليه الأنظار، لكننا في المقابل بلد ناشئ، وعمرنا الحضاري لا يقارن بدول عمرها آلاف السنين. لقد حققنا منجزنا الصحفي ومنجزنا الالكتروني بالخصوص، في وقت قياسي جداً، والأحرى بالجميع، وهذا الكلام قلته أيضاً، أن ندين بالفضل لساحات الحوار الالكترونية، في رفع الهامش الصحافي السائد، إن مواقع الكترونية مثل “الساحة”، أو “الوسطية”، أو “الساخر”، أو “إقلاع”، أو “منتدى الكتاب” و”الصحفي الالكتروني” التابعين لجريدة الرياض، أو “إيلاف”، مع اختلاف توجهات هذه المواقع، التي نتفق أو نختلف معها (وعذراً للمواقع الأخرى، فأنا أطرح أمثلة، ولا أرصد)، تجعلك تشعر بوجود رأي محلي جاد، يناقش وينتقد ويتحاور. وأنه من المجحف حقاً، أن يظل هؤلاء الفاعلون، في هذه المواقع، تحت جنح الأسماء المستعارة. لقد جاء الوقت لنحتفي بهم. لأن نقول لهم: أيها الزملاء “المنتداويون”. شكراً على ما قدمتموه بالأمس، بغير أسمائكم، وأهلاً بما ستقدمونه غداً، بأسمائكم.

سهيل اليماني

Archived By: Crazy SEO .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مقهى التجلي ( 17 ) / توبة مثقف !

مقهى التجلي (16) / صفحة من صمت !