كــل الـتـــــراب يهون..!
” الساخر كوم ”
قبل البـــدء
=======
وطن … ؟
أم وهم يباع كتذكار
على أرصفة الأزقة الخلفية ..
في مدينة يخنقها التلوث .. نهاراً
ورائحة المومسات ـ الخانقة ـ ليلاً
=======
… لعل قولي أنّي “أكتشفت” بأني جبان كبير هو قول مما لا نفع فيه لكونه تكرار لحقيقة ثابتة لا مجال معها لإدعاء إكتشافها حديثاً ..!
المهم أنيّ جبان ..ولا أهمية أمام هذه الحقيقة لتاريخ إكتشافها ..!
عندما أسمع بحرب بين دولتين أو مجموعتين فإني ـ لا إرادياً ـ ابدأ في تكرير تلك الأيمان الغليظة والتي يفهم منها أني لن اشترك في أي حرب مهما كانت الأسباب .. فالعمر واحد .. ولن أدفعه ثمن ليحصل غيري على حياة أطول ..!
الذين يموتون في الحروب هم في الغالب أغبياء ..!
أو لم يسمعوا بما يسمى “التاريخ” الذي لا يذكر سوى أسم القائد أو الحاكم الذي انتصر في تلك المعركة دون أن يشترك فعلياً فيها .. أما أولئك الذين ماتوا لينتصر أو يهزم غيرهم فيكفيهم غبائهم …!
أكتفيت من الحروب بالحروب الفردية واستثنيتها من تلك الحروب التي لن أشترك فيها .. حين أكون أنا القائد والجندي والجيش .. ربما ساحارب ..! ( و”ربما” لا تفتح عمل أحد كما تفعل ” لو ” ) …!
.
.
.
.
في العراق … حيث ماتت ليلى المريضة ” بالسرطان ” ـ الذي تسببت فيه المواد المشعة التي استخدمها التتار ـ ولم يتمكن قيس من علاجها ، رغم أنه ازعج كل المنظمات الدولية وهو يصرخ متمنياً أنه كان ” الطبيب المداويا ” …!
وقيل .. أن أسباب عدم قدرته على علاجها يعود لعدة أسباب لخّصتها وكالات الأنباء ـ من حيث نتنفس الخبز ـ فيما يلي : –
* قيل لأن قيس لم يلتحق بكلية الطب وأكتفى بشهادة المرحلة الإبتدائية التي حصل عليها من مدارس محو الأميّة ، ولذلك لم يتمكن من أن يكون الطبيب المداويا ..!
* وقيل لأن ” الطبيب المداويا ” ـ وهو على أيه حال ليس قيس ـ لم يجد العلاج المناسب بسبب الحصار الإقتصادي ..!
* وقيل ايضاً في أكثر الأسباب وجاهة أن عائلة ليلى لم يكن منهم أي عضو في حزب البعث ..!
.
.
.
في تلك العراق …
يذبح الشعب من الوريد .. إلى الوريد ..
يذبح من الداخل .. ومن الخارج
من فوقه.. ومن تحته ..!
ثم نتذكر شيء من إحساس كنا قد إدخرناه يوماً لنستدر به الحزن وقت الحاجة ..!
وقبل أن نبدأ في ممارسة طقوس الحزن ..
والبكاء ..
تملأ مسامعنا اصوات ذلك الشعب المذبوح وهو يردد ( بالروح .. بالدم .. نفديك يا صدام ..! )
وهذه خدعة كبرى … وكذبة ” صمعاء ” ..!
فلم يبق هناك دم ..!
وقيل أن الروح علمها عند الله ..!
وحينها .. نتردد في الإسراف في الحزن خوفاً على مخزوننا الإستراتيجي منه ..!
في هذه العراق …
يساق الشعب ليموت بالملايين …
ثم يقول قائل ..
إنهم يذهبون لكل تلك الحروب ويقتلون … خوفاً من البطش ..!
يذهب ليقتل خوفاً من أن يموت ..!!!
أو يذهب ليموت خوفاً من أن يقتل ..!!!
وهذا الأمر لم أستطع أن أفهمه .. وعدم الفهم أمر جيد في مثل هذه الأمور .!
…ولكن هناك من واساني وقال لي أن الأمر لا يخرج عن أحد هذه الأمور :
* أما أنّي غبي واضح الغباء ..!
* أوكاذب كبير …..!
* أو جاهل في أقل الأحوال …!
* وربما ـ وهذا الأرجح ـ كل ما تقدم ..!
.
.
.
….. وحين لا ندري هل نحزن أم لا ـ وذلك هو أقصى ما نملك ـ يأتي الإعلام …
ياتي ليغسل عقولنا ـ إن وجدها ـ ويجعلها ناصعة البياض .. خالية الوفاض ..!
ثم ننشرها .. على حبال الفضائيات .. لتذهب عنها رجس ما تبقى فيها من ذرات التفكير وتطهرها تطهيرا..!
وحين يحصل كل هذا فإنه سيكون من الغريب أن نستغرب لماذا يخرج فلسطيني يتسلى ” شارون ” بمص جماجم اخوته وأبنائة .. ثم يهدم منزله فوق راس من بقي .. ثم يخرج هذا الفلسطيني ليقول ( بالروح … بالدم .. نفديك يا صدام ..)
وسيكون إستغرابنا لمثل هذا التصرف ضرب من ضروب البلاهة ..!
.
.
.. وحين تأتي أمريكا .. فإنهم ـ أي الأمريكان ـ قد يرددون تلك العبارات .. ويدعون مع من إدّعى أنهم سيفدون صدام بالروح .. وبالدم .. وإن فعلوا فلن ألومهم ـ أنا على الأقل ـ فقد قدم لهم أكثر مما قدم لمن يردد تلك العبارة الآن ..!
.
.
وبما أني قد وصلت لأمريكا … والحديث عنها فإني قد إكتشفت أن أمريكا قد تتراجع عن الحرب في آخر لحظة .. وذلك حين تكتشف أن إبعاد صدام عن السلطة أمر أهون بكثير أمام ما ينتظرها من مهام بعد إبعاده ..
ولعل أشق تلك المهام هي إزالة صور وثماثيل صدام من كل شبر في العراق .. وهذا الأمر لو خطر في بال أمريكا لسحبت كل جيوشها من المنطقة .. لأنها ستدرك أنها أمام مهمة مستحيلة …!
بعد البـــدء
=======
.. لم ينته البدء بعد …!
=======
Archived By: Crazy SEO .
تعليقات
إرسال تعليق