غدت تستجيـرُ الدمع خوفَ نوى غـدِ ..!!
” الساخر كوم ”
قبل البـــدء
=======
حين يدركنا الضماء
وينهش كل ماتبقى من ” قطراتنا ”
نتذكر كل تلك الأشياء … المهمة
ملامحنا ، مصالحنا ، … مصائبنا ..
وربما فرحة ضلت طريقها يوماً إلينا ..
قد يغيب عنّا أمرٌ واحد …
لكنه تافه ..!
إننا فقط
لا نفكر .. كيف ، وأين … سنجد الماء ..!
=======
عرفت أني بشر سوي .. حين أكتشفت أني طماع أكثر مما يجب .!
لم أكتف بجهلي وغبائي ..
ولم أخجل وأقنعتي تتساقط .. واحداً إثر آخر ..!
ربما كنت أحن ـ أحياناً ـ لرؤية وجهي الحقيقي … والذي لم أره يوماً ..!
والحنين لشيء لا نعرفه أمر لا يفسر إلا أنه غباء ..!
والغباء والجهل .. نعمة لا يعرف قيمتهما إلا من فقدهما ..!
ووالله أني لا أتمنى لكم أكثر مما أعتقد أني تمنيته لنفسي من غباء وجهل ..!
… ولا أعلم مالذي يدفع في داخلي رغبة كنت أظنها ماتت في أن أكون عميلاً ..!!
ورغم أني أدرك ـ والإدراك أمر غريب على مثلي ـ أن معنى كلمة ” عميل ” ليس قبيحاً جداً …
لكن فيها من القبح ما يشعرني أنها كذلك .. ويشدني إليها كحبيبة لا أذكر إلاّ خصلات شعرها يوم كانت طفلة ..!
.
.
جهل وغباء وعمالة ..!
أي عزّ ورفعة هذه !!
ثلاث ما اجتمعت لأحد إلا صار حاكماً في قومه ..!!!
فهي خصال ينال بها الشرف والرفعة .. والمجد ..!
… وسمعة الجهل سيئة .. حالها حال كل شيء حسن ..!
فالجاهل محسود على جهلة …
يقول أحدهم :
نال الفتى من عيشه و هو جـــاهل … و يكدى الفتى في دهره و هو عالم
ولو كانت الأرزاق تجري على الحجا … هلكن إذن من جهلهن البهــــائم
وآهٍ .. من هذا ” الأحدهم ” ..!
هو نفسه .. إرهابي قديم ، صرح ذات عزّة غابرة أنه ضد كل الحلول الدبلوماسية .. :
السيف أصدق أنباءً من الكــــتب … في حده الحد بين الجد واللعب
بيض الصفائح لا سود الصحائف في … متونهن جلاء الشك والــريب
أي تحريض إرهابي هذا ؟!
يا ابا تمام ..
لن أستعير منك ” معتصمك ” …
دعه لك ..
يكفيه أنه مات .. دون أن يسمع بغوانتانامو ..!
يكفيه أنه مات .. وهو لم ير الروم يلطمون الحرائر من نساء المسلمين بـ ” كروز ” و الـ ” التوماهوك ” ..!
لا أظن أن معتصمك قد سمع بها …!
دعه لك ..
أعرني فقط جذوة من نار ..
ولا تخف ..
فلن أحرق بها الأعداء ..!
ولن أشعل بها فتيل الحروب ..!
ولا أريدها كي أبين للأغبياء ـ مثلي ـ أني كريم لا تخمد ناره ..!
أريدها فقط …
كي أغلي دمي ..!!!
فأنا يا أبا تمام .. من أمة يكاد يقتلها البارود .. والبرود ..!
أمة خذلت نفسها .. فخذلها الله
.
.
.
.. وتلك أمريكا التي ..!
والحديث عن أمريكا لا شيء يشبهه سوى أمريكا ..!
أمريكا تثبت للعالم أنها لاتنسى من يحسن إليها ..!
.
.
في يوم ما .. كنت أخالني نسيته لم تجد أمريكا ما يبرر لها أن تأتي لتجاورني .. وتسلب مني هوائي ومائي … وماهو أبعد من ذلك بكثير ..!
ولكن جار لي أبعد عنها حيرتها وشكها وريبها .. فأتت كما لم يأت أحد من قبلها ..!!
وأصبح هذا الجار صاحب فضل عليها .. وهي التي لا فضل لأحد عليها .. ولكنه كان سبّاقاً ..!
كيف يمكن لها أن تكافئه .. كيف يمكن لها أن ترد جميله وإحسانه ..!
كان سؤالاً صعباً إجابته مجرد تخريص وتخمين .. وقد قيل أنها لن تستطيع أن ترد له معروفاً أسداه إليها …!
ولكنها أمريكا ..
لم تعجز عن رد الدين والوفاء ..
فبعد أن أصبح هذا الجار ـ وهو كذلك ـ منبوذاً محتقراً حتى من دواب الأرض .. أتت أمريكا ..
لتجعل منه بطلاً .. ورمزاً لأمة ..!
وكأن هذه الأمة لم يكن ينقصها من المصائب والهوان إلا أن يصبح سفاح كهذا .. رمزاً لها ..!
وحين أسدى لها معروفاً في غابر الأيام .. كان معروفاً فرش له طريق من جماجم الأطفال والنساء .. والشيوخ وما بين ذلك ..!
ولأنها أمريكا..
فقد كافأته … وأتت من نفس الطريق .. وعلى نفس الجماجم والأشلاء ..!
.
.
.
لك الله ياعراق .. ولك الله يا بغداد ..!!
فقد أصبحت ساحة لتبادل الهدايا بين الطغاة .. وتزينت شوارعك بدماء أطفالك .. لتكتمل مراسم الإحتفال ..!
.
.
وتلك أمريكا ..
فلو لم ترتكب في تاريخها .. منذ أن هاجر إليها مرزتقة أوربا مروراً بإسترقاق إفريقيا … وإنتهاء بدم طفلة عراقية سكب بدم بارد في منزل صغير ببغداد … وكل مابين ذلك من تاريخ ..
لو لم تركب جريمة إلا جعلها صدام بطلاً وولياً تتمسح بعتاباته أمة لاتدري أين تسير ..
ولا خلف من تسير
لو لم تفعل إلا هذه لكفتها جريمة يلعنها عليها التاريخ .. وتتقزز منها الجغرافيا ..!
يوما ما كدت أكره بغداد …
ولكنها بغداد .. حتى ولو كانت مليحة .. عاشقاها السل والجرب ..!
وكيف أكره بغداد .. ؟
و هل يستعيض المرء من خمس كفه … و لو صاغ من حر اللجين بنانها
.
.
منذ زمن طويل .. عاهدت نفسي ألا أسرف في الحزن … ولا أبالغ في الفرح ..!
أمريكا تكذب .. هذا مؤكد
ولكن إعلامنا العربي أكذب منها وأفجر ..!!
لا أريد أن أبالغ في التفاؤل فأجد نفسي وقد ارتطمت بالواقع البشع ..!
لا زلت أذكر أن كثير من العرب أستعدوا يوما ما للذهاب للبحر … للتمتع بمنظر السمك وهو يأكل إسرائيل ..!
قبل أن يكتشفوا أن إسرائيل قد قذفت بهم .. وبجيوشهم في ” مجاري ” التاريخ ..!!
وعلى الهم نلتقي ..!
بعد البـــدء
=======
حين تتأكل ذاكرتنا ..!
نفكر في كل شيء ..
إلا ذلك الرصيف ..
الذي يتذكر ملامح خطانا ..!
.
.
لم ندرك كم كنّا نحتاج الطريق ..
حتى وأقدامنا … عطشى ..!
=======
Archived By: Crazy SEO .
تعليقات
إرسال تعليق